الاثنين، 8 يونيو 2009

الطفولة المسلوبة .. هبة الحايك

هنا عشت طفولتي المسلوبة..هنا بين أسوار القدس القديمة تكحلت عيناي بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة منذ أبصرت النور..هنا حيث تعبق رائحة التاريخ وأطياف القداسة كنت أحمل لعبتي الوردية وأقفز حول جدران الحديقة الممتدة تحت إطلالة القبة الذهبية الرائعة وأغني أحلى المواويل والأغاني لفلسطيني الرائعة..وفي لحظة شعرت بهزة جعلتني أرجع إلى الوراءوتصاعد صوت انفجارات علت سماء المدينة وعلا صراخ أمهات وأباء وأطفال..وأنا لازلت في مكاني أصرخ..ولكن ألم أكن قبل قليل كنت أغني.. لما الآن أنا أصرخ ما الذي يحدث من حولي..وفجأة إذ بصوت أبي يعلو المكان ويأخذني في حضنه وينتقل بي إلى البيت..حيث مربد الأمان..عدت في صباح الأسبوع التالي بعد أن تم تعليق الدراسة.. كم اشتقت إلى حديقتي الخضراء حيث يطل المسجد الأقصى ليس من المعقول أن أمر عليها في طريقي دون أن أغني ولو أغنية واحدة..فقط واحدة !
ذهبت إلى هناك .. ورأيت مشهدا صدمني وهز كياني حتى إني ظننت أنني تهت..ليس من المعقول ما أراه..هل بالفعل هذه هي حديقتي الخضراء؟.. لا هذا محال !أين توارت تلك الخضرة الرائعة ليحل محلها هذا اللون الرمادي الداكن الكئيب..من سمح بحصول ذلك وكيف تدمر المقعد الخشبي.. أين اختفت تلك الوردة الصفراء التي شاهدتها تنمو من برعمها الصغير لتطل على العالم وتبتسم في وجهه؟.. لم يعد لها وجود..كل شيء أسود كئيب..
كيف سأغني الآن لحديقتي وفلسطيني الرائعة..صرخت: أين أنت يا فلسطيني الرائعة .. ولكن رد الصدى : أين أنت يا فلسطيني الضائعة...........................!؟
من هنا بدأت حكايتي مع طفولتي الفلسطينية المسلوبة..وورودي الصفراء والحمراء المختفية وحديقتي المدمرة..وفلسطيني الضائعة..
بقلم الطفلة الفلسطينية: هبة الحايك


ملاحظة \ وجدت قصتي في مواقع ومنتديات موقعة باسماء هذا وتلك .. الرجاء من يقتص القصة يقصتها مع اسم صاحبتها .. فائق الاحترام :

هبة الحايك

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

فلسطينية الاسم والمهجر .. هبة الحايك
ارسل اليك فائق الاحترام .. اشعلت داخلي لهب الحنين للوطن .. وحفتني رائحة مسك خشب اشجار القدس .. احبها بكل المعاني مع انني لم ازورها بعد ..
صديقتك من الشتات
عبير

هبة الحايك يقول...

صديقتي عبير .. جميعنا مشتاقون .. ولن أكذب عليك إن قلت أنني مشتاقة أيضا رغم أنني في الوطن ولكنني لم أطأ القدس بعد .. فليس من حقي كما تعلمين , لن أقول أننا نعاني أكثر منكم فأنا أعلم كم هو صعب أن يسكن الحنين قلوبنا ونقضي عمرنا ونحن ننتظر أن تتحقق تلك الأمنية التي لطالما حلمنا بها .. ورغم قرب المسافة إلا أن الحاجر قد حال بيني وبين حلمي الصغير .. وتخاذل أقاربنا حال بينك وبين حلمك الصغير ..
فيا ليت الزمان يطول لنستطيع تحقيقه ..
كل الحب
صديقتك من غزة
هبة الحايك